للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إذا رأى أحدكم) في منامه. (الرؤيا الحسنة) التي يظهر له حسنها وإلا فإن من المرأي ما لا يعرف معناه إلا بالتعبير. (فليفسرها) يطلب تفسيرها إن لم يعلمه (وليخبر بها) سيأتي تقييد الإخبار بأنه يخبر من يحب فإنه يأتي من حديث أبي قتادة ولا يخبر بها إلا من يحب. (وإذا رأى الرؤيا القبيحة) أي التي يظن قبحها وإلا فرب رؤيا يظن حسنها تكون قبيحة في التعبير والعكس إلا أن الحديث خرج مخرج الغالب وأنه لا يخفى ذلك على الرائي. (فلا يفسرها ولا يخبر بها) إن قلت: قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى قبل وقعة أحد تلك الرؤيا وفيها أنه رأى بقرًا يذبح وثلمة في سيفه ثم أولها بذبح جماعة من أصحابه وإصابة أحد قرابته (١)، فكان كما قال، وأخبر بها أصحابه [١/ ١٧٦] فهذه رؤيا قبيحة قد فسرها وأخبر بها.

قلت: رؤياه - صلى الله عليه وسلم - وحي، وليست من قبيل الأحلام البشرية بل هي نوع من الوحي وإخبار بما قضاه الله تعالى والإخبار إخبار بما لا بد من وقوعه والفائدة التي في طي الإخبار بالرؤيا المكروهة وعدم الإخبار بها إنما هو لدفع شرها وهذه الفائدة لم تبق في رؤياه - صلى الله عليه وسلم - وكذلك إخباره أنه رأى رسول - صلى الله عليه وسلم - سوارين من ذهب فأهمه شأنهما فنفخهما (٢) أخبر بها وفسرها بالكذابين الأسود العنسي مسيلمة ومن هذا القبيل على أن رؤياه التي أخبر بها في قصة أحد اشتملت على بشرى هي أنه أدخل يده درعًا حصينة وكذلك الرواية الأخرى اشتملت على البشرى على أنه نفخهما (ت عن أبي هريرة (٣)) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: حقه


(١) أخرجه أحمد (١/ ٢٢٧١) والحاكم (٢/ ٤١١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٤١).
(٢) أخرجه البخاري (٣٦٢١)، (٤٣٧٥)، (٧٠٣٧)، ومسلم (٢٢٧٤).
(٣) لم أقف عليه عند الترمذي من رواية أبي هريرة وهي عنده من رواية أبي سعيد الخدري (٣٤٥٣) ورواية ابن ماجه (٣٩١٠) بلفظ: إذا رأى أحدكم رؤيًا يكرهها فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثًا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ من شرها وذكره ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢٨٨) وعزاه في كنز العمال (٤١٣٩٢) إلى النسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٤٨) والسلسلة الصحيحة (١٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>