للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودع ما تنكر، وعليك بخاصة أمر نفسك، وح عنك أمر العامة (ك) عن ابن عمرو" (صح).

(إذا رأيت الناس قد مرجت) بفتح الميم وكسر الراء ثم جيم هو الاضطراب والقلق والاختلاط أي فسدت (عهودهم) فلم يبق لهم عهد يوثق به (وخفت أماناتهم) بالمعجمة والفاء أي قلت من قولهم خف القوم إذا قلوا (وكانوا هكذا وشبك أنامله) مشتبكين متشابهين لما أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - من دخول الأصابع بعضها في بعض أي اختلط بعضهم في بعض حتى لا يتميز الخبيث من الطيب (فالزم بيتك) تسلم من شر لقائهم (وأمسك عليك لسانك) عن الخوض بها مما يخوضون (وخذ ما تعرف من الخير، ودع ما تنكر) وظاهره سقوط إنكار المنكر ويؤيده قوله (وعليك بخاصة أمر نفسك) {لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥]. (ودع عنك أمر العامة) وفيه دليل أنه لا يجب عليه الإنكار مع ذلك لعدم نفعه أو لما يخاف من شر العامة (ك عن ابن عمر (١)) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي.

٦٢٣ - " إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له "إنك ظالم" فقد تودع منهم (حم طب ك هب) عن ابن عمرو (طس) عن جابر (صح) ".

(إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول إنك ظالم فقد تودع منهم) في النهاية (٢): أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم وتركوا ما استحبُّوه من المعاصي حتى يكثروا فيها فيستوجبوا العقوبة وهو من المجاز لأن المعتنى بإصلاح حال


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٢٨) عن ابن عمر وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال المنذري: (٣/ ٢٩٨) رواه أبو داود، والنسائي بإسناد حسن، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (٥٦٣) وفي السلسلة الصحيحة (٢٠٥).
(٢) النهاية (٥/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>