للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه، ويجوز أن يكون من قولهم: تودّعت الشيء أي صنته في مِيدَعٍ أي قد صاروا بحيث يتحفظ منهم وَيَتصوّن كما يُتَوقّى من شرار الناس. انتهى وفي حواشيها قال الصاغاني: فقد تودع منهم أي استريح منهم وخذلوا وخلى بينهم وبين ما يرتكبون، وفيه دليل أنه لا يترك الإنكار مهابة للظالم بل تنكر عليه وإن هيبة شره دليل خذلان الله لهم (حم طب ك هب عن ابن عمرو (١)) رمز المصنف لصحته وأقره الذهبي وقال الهيثمي: أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح (طس عن جابر).

٦٢٤ - " إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنه لص (فر) عن أبي هريرة (ض) ".

(إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة) قيد بها؛ لأنه قد يخالطه مخالطة قليلة لخير يجره لغيره أو شر يدفعه عنه أو عن غيره بخلاف كثرة المخالطة فما هي إلا لما في يديه ولذا قال (فاعلم أنه لص) واللص: السارق وقد طفحت الآثار بالنهي للعلماء عن مخالطة السلاطين، وألف المصنف في ذلك رسالة فإذا خالطهم كثيراً فإنه كاللص في الإثم يتحيل لأخذه ما في أيديهم وأيدي الناس بواسطتهم وهل يكون هذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - عن كونه لصًا جرحًا في عدالته ولا تقبل روايته ولا فتواه يحتمل ذلك. (فر عن أبي هريرة (٢)) رمز


(١) أخرجه أحمد (٢/ ١٩٠) والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (٧/ ٢٦٢) والحاكم (٤/ ٩٦) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: صحيح. والبيهقي في الشعب (٤٥٤٦) والطبراني في المعجم الأوسط (٧٨٢٥) والبزار (٢٣٧٥)، وقال الترمذي في العلل (صـ ٣٨٢): سألت محمدًا عن هذا الحديث، قلت له: أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو قال: قد روى عنه ولا أعرف له سماعًا منه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٠١) والسلسلة الضعيفة (١٢٦٤).
(٢) أخرجه الديلمي في الفردوس (١٠٧٧) وأورده القاري في المصنوع (صـ ١٩) وهو من قول سفيان الثوري قال المناوي (١/ ٣٥٤): إسناده جيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٠٠) وفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>