ابن ماجه: إنه حديث ضعيف وبقية الحديث عند الترمذي والحاكم فإن الله يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[التوبة: ١٨].
٦٣١ - " إذا رأيتم الرجل قد أُعْطِي زُهْدًا في الدنيا، وَقِلّةَ مَنْطِق؛ فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة (هـ حل هب) عن أبي خلاد (حل هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدًا في الدنيا) تكرر ذكر الزهد مرارًا وقد أطال أرباب الرقائق الكلام في الزهد وأقسامه ودرجاته ومن أطولهم في ذلك نفسًا الغزالي في الإحياء وحقيقة الزهد عند أكثر عدم اشتغال القلب بالدنيا ولا ينافي الغنى هذا المعنى، ويأتي تفسيره منصوصًا في حرف الزاي بأن لا يكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله وأن يكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك. (وقلة المنطق فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة) تقدم تفسيرها عن النهاية: أنها معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم واعلم أنه لما كان القلب إناء يشتغل بما ملي به كان خلوه عن الاشتغال بالدنيا وعن فضول الحديث سببًا بأن يملأ الله تعالى بالحكمة فيلقيها من لسانه فإنها مغرفة جنانه وفيه إبانة لفضيلة الزهد وقلة الكلام إرشاد إلى تعلم الحكمة والدنو من أهلها. (حل (١) هب عن أبي خلاد) بالخاء المعجمة وتشديد اللام آخره مهملة [١/ ٨١] صحابي يروي عنه أبو قرة (حل هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه هشام بن عمار قال الذهبي عن أبي حاتم: ثقة تغير عن الحكم بن هشام لا يحتج به، وقال العراقي: في حديث أبي هريرة حديث ضعيف.
(١) أخرجه ابن ماجه (٤١٠١) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩٢) (٩٧٥) والبيهقي في الشعب (١٠٥٢٩) وأبو نعيم في الحلية (١٠/ ٤٠٥)، وأبو حاتم في المراسيل (٩٤٤) عن أبي خلاد وأخرجه أبو نعيم (٧/ ٣١٧) والبيهقي في الشعب (٤٩٨٥) عن أبي هريرة وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٠٢) وقال: فيه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٠٨) والضعيفة (١٩٢٣).