للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إذا سأل أحدكم ربه فتعرف) تفعَّل هنا بمعنى فقل أي عرفها (الإجابة) لسؤاله (فليقل) شكرًا لتلك النعمة (الحمد لله الذي بنعمته) بسبب إنعامه (تتم الصالحات) أي الأمور كلها من الأقوال والأفعال (ومن أبطأ عنه ذلك) أي الإجابة أو تعرفها (فليقل الحمد لله على كل حال) وإنما شرع له الحمد مع عدم الإجابة لأنه تعالى لا يؤخرها إلا لما هو خير منها لعلمه بمصالح عباده (البيهقي في الدعوات عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (١).

٦٦٠ - " إذا سئل أحدكم أمؤمن هو؟ فلا يشك في إيمانه (طب) عن عبد الله بن زيد الأنصاري (ض) ".

(إذا سئل أحدكم أمؤمن هو فلا يشك في إيمانه) بل يخبر جازمًا بأنه مؤمن لا يحل له الشك لأنه لا إيمان للشاك وهنا مسألة اشتغل بها فريقان من العلماء فريق قالوا: لا يصح أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله قالوا لأن من قام به الإيمان فهو مؤمن كما أن من قامت به الحياة فهو حي -كما لا يصح أن يقول-: أنا حي إن شاء الله كذلك أنا مؤمن إن شاء الله لأن الاستثناء إنما يلحق من يشك في المآل أو في معدوم خطر الوجود لا فيما هو ثابت في الحال قطعًا، والفريق الثاني قالوا: يصح لما روي عن ابن مسعود (٢) أنه كان يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وهذا القول للشافعي ولجماعة وأجيب بأنه محمول على التبرك لا الاستثناء، نظير قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: ٢٧] فإنه للتبرك لاستحالة الشك عليه تعالى أو أنه يحمل على الشك في المآل لا في الحال


(١) أخرجه البيهقي في الدعوات (٢/ ٨٥) رقم (٣٢٤) وقال المناوي (١/ ٣٦٨): قال العراقي: إسناده ضعيف.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٣٧) والسلسلة الضعيفة (١٣٤٠) في إسناده محصن بن علي الفهري قال ابن القطان مجهول. انظر الميزان (٦/ ٣٠).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١٦٥) رقم (٣٠٣٧٧) والبيهقي في الشعب (٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>