للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٧٨ - " إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا "وعليكم" (حم ق ت هـ) عن أنس (صح) ".

(إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا وعليكم) الرواية هثا ثابتة بالواو وظاهره في أنه لا يزيد على هذا اللفظ.

وقال ابن القيم (١): قد اختلف في إثبات الواو في هذا الحديث على ثلاثة أوجه: إحداها إثبات الواو كما هنا، وكذلك رواه مالك عن عبد الله بن دينار ورواه الثوري عن عبد الله بن دينار فقال فيه: وعليكم، ورواه النسائي (٢) من حديث ابن عيينة عن عبد الله بن دينار بإسقاط الواو، وفي لفظ مسلم: "فقل عليك" بغير واو، وقال الخطابي (٣): عامة المحدثين يروونه بغير واو وكان سفيان بن عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب، وذلك أنه إذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه مردوداً عليهم وبإدخال الواو يحصل الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه لأن الواو حرف للعطف والاجتماع بين الشيئين. انتهى.

وما ذكروه من أمر الواو ليس مشكلاً فإنَّ السام الأكثر على أنه الموت والمسلم والمسلم عليه مشتركون فيه فيكون في الإتيان بالواو بيان لعدم الاختصاص وإثبات المشاركة، وفي حذفها إشعار بأن المسلم اسم فاعل أحق به وأولى من المسلم عليه وعلى هذا يكون الإتيان بالواو هو الصواب، وهو أحسن من حذفها كما رواه مالك وغيره، ومن فسر السام بالسآمة وهو الملالة وسآمه الدين قالوا: وعلى هذا فالوجه حذفها ولابد، ولكن هذا خلاف المعروف من هذه اللفظة في اللغة، قال: وقد ذهب بعض المتحذلقين إلى أنه يرد عليه: "وعليكم السلام" بكسر السين وهي الحجارة جمع سلمة، ورد هذا الرد


(١) بدائع الفوائد (٢/ ٦٦٥)، وزاد المعاد (٢/ ٣٨٣) ..
(٢) في عمل اليوم والليلة رقم (٣٨١) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٣) في معالم السنن (٨/ ٧٥) بهامش مختصر المنذري، وانظر قول ابن القيم هناك أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>