للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إعلام الله له بالأكثر وهذا من أعلام النبوة فإن هذه الأمور واقعة في الأمة.

واعلم أن بناء هذه الأحاديث على هذا الأسلوب من ذكر العدد أولاً مجملاً ثم المعدود مفصلاً لزيادة البيان وحسن الموقع عند السامع لتعلمها علماً إجمالياً ثم تفصيليًا وعلمان خير من علم، وسبق حديث أبي هريرة أن الطعن في الأنساب والنياحة كفر (م عن أبي مالك الأشعري) (١).

٩٠٨ - "أربع حق على الله تعالى عونهم: المغازي، والمتزوج، والمكاتب، والحاج (حم) عن أبي هريرة (صح) ".

(أربع) أي أنفس فأنث باعتباره وإلا فالمذكور مذكر (حق على الله عونهم) أي واجب الإنجاز بوعد الله كما أفاده في النهاية (٢) والعون: الإعانة أي هؤلاء الأربعة ثابت بوعد الله إعانتهم منه تعالى لأن كلاً منهم مريد لأمر قد ندب الله تعالى إليه وحث على فعله وهو الذي يعين عباده على ما أمرهم به (المغازي في سبيل الله والمتزوج) لإعفاف فرجه (والمكاتب) لمولاه على تخليص رقبته من الرق (والحاج) يريد بيت الله لفرضه أو لنفله لعموم لفظه (حم عن أبي هريرة) (٣) رمز المصنف لصحته.

٩٠٩ - "أربع دعوات لا ترد: دعوة الحاج حتى يرجع، ودعوة الغازي حتى يصدر، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب. وأسرع هذه


(١) أخرجه مسلم (٩٣٤).
(٢) النهاية (٢/ ١٥٠).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٢٥١) من رواية أبي هريرة بلفظ: "ثلاث كلهم حق على الله عونه: المجاهد في سبيل الله والناكح المستعفف والمكاتب يريد الأداء".
وأما لفظ المصنف فإنني لم أقف عليه في المسند وأما رواية أحمد هذه فقد رواها ابن الجارود (٩٧٩) (٩٨٠) والحاكم (٢/ ١٦٠) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم، قلت: وليس كذلك فإن في إسناده محمَّد بن عجلان إنما روى له مسلم في الشواهد ولم يحتج به. انظر الميزان (٦/ ٢٥٦) والتقريب (٦١٣٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٧٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>