للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والآخرة) أي يكون سبباً لنيل خير الدارين (لسان ذاكر) لله تعالى ونسب الذكر إليه لأنه فعله مثل نسبة الكتب إلى الأيدي في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: ٧٩] والمشي إلى الأقدام ومثله قوله (وقلب شاكر) في نسبة الشكر إلى القلب وإلا فإن الشكر موارده القلب واللسان والأركان كما عرف في محله إلا أن القلب هو الرئيس الذي تكون طاعة الجوارح [١/ ٢٤٨] متابعة له ومثله نسبة الصبر إلى البدن في قوله (وبدن على البلاء) من الأسقام ونحوها (صابر) وإلا فإن الصبر من متعلقات القلب (وزوجة لا تبغيه) في القاموس (١) بغية أبغيه بغى وبغاءً وبغية بضمتين وبغيته بالكسر طلبته والمراد لا تطلبه (خونا في نفسها ولا في ماله) وذلك بأن تخونه فيهما فإذا خانته فقد طلبت منه أن يجعلها خائنة مبالغة في تقبيح ما تأتيه وإنما كانت هذه الخصال مشتملة على خير الدنيا والآخرة لأن من اتصف بالثلاث الخلال الأول الخاصة به كان متلقيا لكل واردة ترد عليه بالرضا وفي الرضا قرة العين في الدارين وبالزوجة التي اتصفت بما ذكر يكمل له حال منزله ومعاشه فتعينه على دينه ودنياه (طب هب عن ابن عباس) (٢) رمز المصنف لحسنه.

٩١٣ - "أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والنكاح، والسواك (حم هب) عن أبي أيوب (ح) ".

(أربع من سنن المرسلين) جمع سنة وهي الطريقة وإذا كانت من طرائقهم


(١) القاموس المحيط (ص ١٦٣١).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١/ ١٣٤) رقم (١١٢٧٥) وفي الأوسط (٧٢١٢) والبيهقي في شعب الإيمان (٤٤٢٩) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٢٥٦): إسناده جيد. وقال الهيثمي (٤/ ٢٧٢): رجال الأوسط رجال الصحيح. قلت في إسناده مؤمل بن إسماعيل قال أبو حاتم صدوق شديد في السنة كثير الخطأ وقال البخاري منكر الحديث وقال أبو زرعة في حديثه خطأ كثير. انظر الميزان (٦/ ٥٧١)، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (٧٥٦) والسلسلة الضعيفة (١٠٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>