للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للتأكيد ويحتمل أنها له ويراد طلب الشفيع الحاجة للغير من الغير أفضل من ابتداء الإعانة فإنه يطلب له الحاجة بعد تعلق نفسه بها أتم تعلق فيكون إعانته على إنجازها أفضل وأوقع وإنما كان على الأول التمام أفضل من الابتداء لأن الابتداء بالإحسان قد تخف على نفس الواهب ويسمح به والإتمام قد يشق عليه وإنما الفضيلة على قدر المشقة أو لأنه بإحسانه وابتدائه به قد أنس المحسن إليه وأدخل عليه السرور فإن لم يتمه أوحشه وانقلب فرحه ترحا والناس طبقات في هذا المعنى منهم من يتمم مكارمه كما قيل:

قوم إذا غرسوا استقوا وإذا بنوا ... لا يهدمون لما بنوه أساساً (١)

وهذا قليل ومنهم من يزيد على الإتمام كما قيل:

ونكرم ضيفنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث كانا

وهذا أقل ومنهم وهو الأكثر من يتمم إحسانه. كما قيل:

وما كُلُّ هاوٍ للجَميل بِفَاعلٍ ... وَلا كُلُّ فَعَّالٍ له بِمُتمّمِ (٢)

(طس عن جابر) (٣) رمز المصنف لضعفه.

٩٦٤ - "استحلوا فروج النساء بأطيب أموالكم (د) في مراسيله عن يحيى بن يعمر مرسلاً".

(استحلوا) اطلبوا حلال (فروج النساء بأطيب أموالكم) وهو الحلال لأن الحرام ليس بطيب والمراد ما يعطى في الصداق وفي مؤن النكاح أو يراد بأطيب الأموال ما أمر الله به من الصداق الشرعي ويكون كناية عن العقد لأنه من لازمه


(١) الأبيات لأبي نواس وكذلك للعطوي محمَّد بن عبد الرحمن العطوي الكناني (ت ٢٥٠).
(٢) الأبيات للمتنبي.
(٣) أخرجه الطبراني في الصغير (٤٣٢) ولم يعزه الهيثمي إلى الأوسط, والقضاعي في مسند الشهاب (١٢٦٩) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٨٢): فيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروكٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>