للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(استرقوا لها فإن بها النظرة) أصله عن أم سلمة أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة فذكره، أمر بالاسترقاء قال الفراء: والسعفة نظرة من الجن يقول بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح وفي النهاية (١): هو بسكون العين قروح تخرج من رأس الصبي، وقيل: هو مرض يسمى داء الثعلب سقط منه الشعر انتهى. ولا يخفى أنه لا يوافق قوله أن بها النظرة إلا أن يقال إن سقوطه أخطر من النظرة والمراد الاسترقاء بالتعوذات التي أنزلها الله في كتابه الكريم (ق عن أم سلمة) (٢).

٩٧١ - "استشفوا بما حمد الله تعالى به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله تعالى به نفسه "الحمد لله"، و"قل هو الله أحد" فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ابن قانع عن رجاء الغنوي" (ض).

(استشفوا) اطلبوا الشفاء (بما حمد الله به نفسه) ويأتي بيانه (قبل أن يحمده خلقه) أي قبل إيجادهم (وبما مدح الله به نفسه) والفرق بين الحمد والمدح معروف وكأنه قيل بماذا حمد نفسه ومدحها فقال (الحمد لله) أي إلى آخر السورة ويحتمل أن يراد هذا اللفظ بخصوصه إلا أن قرانه بقوله (قل هو الله أحد) يرشد إلى أن المراد الأول وهو لف ونشر إذ بالأولى حمد نفسه والثانية مدحها (فمن لم يشفه القرآن) يحتمل أن المراد به ما ذكر من السورتين عبر عنهما به لأنهما منه ويحتمل أنه أراد به أعم من ذلك كما يناسبه حديث علي - رضي الله عنه - عند ابن ماجه (٣): الدواء القرآن وقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: ٨٢] على أن من للتبيين لا للتبعيض وهو أصح القولين فيها ولا شك أن


(١) النهاية (٢/ ٣٦٨)، وقال الأزهري في تهذيب اللغة (١/ ١٨٧): المسفوعة من النساء التي أصابتها سفعة وهي العين وقال: هذا هو أحسن شيء في تفسيره وهو مما رواه عن أبي عبيد عن الأموي.
(٢) أخرجه البخاري (٥٧٣٩) ومسلم (٢١٩٧).
(٣) ابن ماجه (٣٥٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>