للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السوء"، فيحتمل أن يراد هنا بدار المقامة القبور وبالمسافر دار الحياة فإن كلا مفارقها وعلى كل حال فالجاران يستعاذ من أن يكونا من أهل السوء بما يتفرع عنهما من ضرر من جاورهما (ك عن أبي هريرة) (١) رمز المصنف لصحته.

٩٧٧ - "استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حق (هـ ك) عن عائشة" (صح).

(استعيذوا بالله من العين) يأتي تحقيقها في حرف العين (فإن العين) إصابتها (حق) أمر ثابت لا باطل وتخيل كما قالت طائفة جهلت العقل والشرع فإنهم أنكروا أمر العين وقالوا: إن ذلك أوهام لا حقيقة لها قال بعض المحققين وهؤلاء من أجهل الناس بالعقل والسمع ومن أعظمهم حجاباً وأكثفهم طباعاً وأبعدهم عن معرفة الأرواح والنفوس وأفعالها وتأثيرها وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا ينكره واختلفوا في وجه تأثير العين فقالت طائفة: إن العاين إذا تكيفت نفسه بكيفية رديئة انبعثت في عينه قوة سمية تفصل بالعين فيتضرر قالوا: ولا ينكر هذا كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان فتهلكه وهذا نوع قد اشتهر من نوع الأفاعي إذا وقع بصره على الإنسان فكذلك العين وقالت فرقة أخرى لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية تتصل بالمعين وتخلل مسام جسمه يتحصل بها الضرر.

وقالت فرقة أخرى: قد أجرى الله العادة بخلق ما يشاء من الضرر عند مقابلة عين العائن لمن يعينه من غير أن يكون ذلك منه بسبب ولا قوة ولا تأثير أصلاً وهذا أضعف الأقوال هذا وقد نسب التأثير إلى العين ليست هي الفاعلة وإنما التأثير للأرواح [١/ ٢٧٧] ولكن لشدة ارتباطها بالعين نسب الفصل إليها


(١) أخرجه الحاكم (١/ ٣٣٢) وقال: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٩٤٠) والسلسلة الصحيحة (١٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>