للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأرواح مختلفة في طباعها وقواها وكيفياتها وخواصها والتأثير قد يكون تارة بالاتصال وتارة بالمقابلة وتارة بالرؤية وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه وتارة بالوهم والتخييل ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد تكون بأن يوسف الشيء للعائن فيؤثر فيه نفسه وإن لم يره وكثير من العائنين تؤثر عينه بالوصف دون رؤية فقد أرشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى دفع شر العين بالاستعاذة وعلمهم كيفية الاستعاذة وألفاظها كثيرة قد اشتملت عليها كتب السنة وظاهر الحديث أنه يكفيه أن يقول أعوذ بالله من العين.

واعلم أن الاستعاذة بمنزلة الدرع على المعين فإن سهام العائن بمثابة السهام الحقيقية فإن وجد البدن حاليا والرجل غير مستعيذ يقذفه سهم نفسه الخبيثة وإن وجده خلاف ذلك لم يؤثر فيه والأصل في العين إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ويستعين في الأغلب لتنفيذ سهامها بالنظر إلى المعين، وقد يعين الرجل نفسه وقد يعين بغير اختياره وإرادته بل لطبعه وهذا أردى ما يكون من النوع الإنساني وقد ذهبت الحنابلة وغيرهم إلى أنه من عرف بذلك حبسه الإِمام وأجرى نفقته من بيت المال إلى أن يموت (٥ ك عن عائشة) (١) رمز المصنف لصحته.

٩٧٨ - "استعيذوا بالله من الفقر والعيلة، ومن أن تظلموا أو تظلموا (طب) عن عبادة بن الصامت (ح) ".

(استعيذوا بالله من الفقر والعيلة) بفتح المهملة فمثناة تحتية هو الفقر أيضاً فهو عطف تفسير وذلك أن الفقر يذهل العبد عن دينه وكاد أن يكون كفراً، وأما معارضة الاستعاذة من الفقر بحديث: "اللهم أحيني مسكيناً .. " فيأتي الكلام


(١) أخرجه ابن ماجه (٣٥٠٨) قال البوصيري (٤/ ٧٠): هذا إسناد فيه مقال، والحاكم (٤/ ٢١٥) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٩٣٨) والسلسلة الصحيحة (٧٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>