للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أن ثم مضافا محذوفا من قوله ضلع أي من أعلى الضلع (فإذا ذهبت تقيمه كسرته) إذا أردت تسوي اعوجاجها أدى إلى فراقها فهو ضرب مثل للطلاق (وإن تركته لم يزل أعوج) فلا سبيل إلى استقامة طباعهن (فاستوصوا بالنساء خيراً [١/ ٢٨٦] كرره زيادة في التأكيد والحديث حث على الصبر على النساء وعلى عواجة طباعهن وأنه لا يطمع في استقامتهن على خلق صالح فإن الاعوجاج فيهن طبعي وأشار إلى معناه من قال:

هي الضلعة العوجاء ليست تقيمها ... لأن تقويم الضلوع انكسارها

ليجمعن ضعفاً واقتدارًا على الفتى ... أليس عجيباً ضعفها واقتدارها

قال بعض الحكماء: أضرُّ شيءٍ بالنفس والمال والعقل والدِّين والعرض شدة الإغرام بالنساء ومن أعظم ما يبتلى به المغرم بهن أنه لا يقتصر على واحدة منهن ولو كن ألفًا إلا وتطمع نفسه إلى ما ليس له منهن. وفي كلام النهج: النساء شر كله ومن شر ما فيها أنه لا غنى عنها وقال:

إن النساء كأشجار نبتن لنا ... منها المرار وبعض المر مأكول

(ق عن أبي هريرة) (١) وأخرجه غيرهما.

١٠٠٧ - "استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وليليني منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم (حم م ن) عن أبي مسعود (صح) ".

(استووا) هو أمر للذين يصلون خلفه ولفظه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا أي اعتدلوا في الصلاة بأن تكونوا على سمت واحد (ولا تختلفوا) لا يتقدم بعضكم على بعض في الصفوف ولا تختلفوا (فتختلف) بالنصب في جواب النهي (قلوبكم) بالتنافر والتباغض، وفيه أن اختلاف الأبدان سبب لاختلاف القلوب وذلك عقوبة من جنس المعصية كما


(١) أخرجه البخاري (٥١٨٦) ومسلم (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>