للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هي سنة الله تعالى واختلاف القلوب منشأ كل بلاء وفتنة كما أن سلامتها سبب كل خير ونعمة ولذا امتن الله على عباده بتأليفه بين قلوبهم وأخبر أن رسوله رسول - صلى الله عليه وسلم - لو أنفق ما في الأرض جميعاً ما ألّف بين قلوبهم، وهذا الوعيد دليل وجوب تسوية الصفوف وقد عضدته عدة أحاديث (وليليني) بكسر اللامين ومثناة تحتية بعد اللام الثانية مفتوحة وتشديد النون وعدمه (منكم) أيها المصفوف (أولوا الأحلام) جمع حلم بالكسر كأنه من الحلم والأناة والتثبت في الأمور والمراد أولوا الألباب والعقول قاله في النهاية (١)، (والنُّهى) بضم النون جمع نهية هي العقل سميت بذلك لأنها تنهي صاحبه عن القبيح فالعطف تفسيري وإنما أمرهم - صلى الله عليه وسلم - بأن يكون الأقرب منه المذكورين لأن الصف الأول صف الملائكة فينبغي أن لا يكون فيه إلا عقلاء أصحابه وفضلاؤهم ويجوز أن يحدث الإِمام ما يوجب الاستخلاف فيجد الصالح لذلك قريباً منه (ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) كالمراهقين ثم الصبيان (حم م ن عن أبي (٢) مسعود) أي البدري وفي نسخة ابن مسعود الصواب الأول.

١٠٠٨ - "استووا تستو قلوبكم، وتماسوا تراحموا (طس حل) عن أبي مسعود (ض) ".

(استووا) في الصفوف هو كما سلف وهو أمر أصله الوجوب (تستو قلوبكم) تتفق على فعل الخير والطاعة (وتماسوا) يمس منكب هذا منكب هذا (تراحموا) يرحم بعضكم بعضاً فالاستواء عائد إلى كون الصف سمتاً واحداً لا تقدم ولا تأخر فيه، والثاني أمر بالملاصقة وعدم الفرج بين المصلين (طس حل عن أبي مسعود) (٣) البدري رمز المصنف لضعفه.


(١) النهاية (١/ ٤٣٤).
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ١٢٢)، ومسلم (٤٣٢)، والنسائي (٢/ ٩٠).
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٥١٢١) وفيه الحارث وهو ضعيف كما في مجمع الزوائد (٢/ ٩٠)،=

<<  <  ج: ص:  >  >>