للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمسألة بتحقير الخلاف (حم خ ٥ عن أنس) ابن مالك (١).

١٠٣٤ - "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها، ولا سجودها، ولا خشوعها (حم ك) عن أبي قتادة الطيالسي (حم ع) عن أبي سعيد (صح) ".

(أسوأ الناس سرقة) شرهم من حيث السرقة (الذي يسرق من صلاته) وبينه بقوله (لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها) فهي جملة بيانية ولذا جُرّدت عن العاطف، والمراد بالتمام ما في حديث رفاعة وصححه الحاكم (٢) وأخرجه الأئمة وصدره: "أنه لا يتم صلاة أحدكم -إلى أن قال:- فيركع فيضع كفيه على ركبتيه ويرفع حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يقول: [١/ ٢٩٦] سمع الله لمن حمده فيستوي قائماً حتى يأخذ كل عضو مأخذه ويضع صلبه ثم يكبر فيسجد فيمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله ويسترخي ثم يكبر فيرفع رأسه فيستوي قاعداً على مقعدته ويقيم صلبه ثم يكبر فيسجد حتى يمكن وجهه ويسترخي لا يتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك" انتهى.

والخشوع لغة: الخضوع ويريد هنا خشية القلب والباد البصر كما قال قتادة: هو إلزامه موضع سجوده وكان الرجل إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء أو يحدث نفسه بشأن من شأن الدنيا وقيل هو جمع الهمة لها والإعراض عما سواها فإن قيل: قد ثبت في عدة من الأحاديث أن الذنوب ثلاثة: أحدها: يغفره الله وهو ما بينه وبين عبده، وثانيها: ما لا يتركه وهو ذنوب العباد فيما بينهم، وسرقة الصلاة من الأول وسرقة العباد من الثاني، فكيف جعلت سرقة الصلاة أسوأ السرقات؟ قيل: لأنها سرقة لم ينل صاحبها منها


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١١٤) والبخاري (٦٩٦) وابن ماجه (٢٨٦٠).
(٢) أخرجه الحاكم (١/ ٢٤١ - ٢٤٢) وكذلك أبو داود (٨٥٩) والنسائي (٢/ ٢٠، ١٩٣) والترمذي (٣٠٢) وابن ماجه (٤٦٠) وقال الترمذي: حديث حسن وحسّن إسناده البزار.

<<  <  ج: ص:  >  >>