للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أشد الناس عذابًا يوم القيامة) أي من العلماء (عالم لم ينفعه علمه) لم يعمل بما علمه فلم ينفعه الله بالجزاء عليه لأنه لم يعمل أو لم يوفقه للانتفاع بعلمه لعدم النظافة وقبوله لنعمة الله عليه وتقدم أن العلماء العاملين سرج الدنيا ومصابيح الآخرة وأما غير العاملين فإنه تعالى قد بين حكمهم في كتابه وضرب لهم مثلين بأخس الحيوانات الكلب والحمار {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ ...} [الجمعة: ٥] الآية. {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ...} [الأعراف: ١٧٦] الآية. ووجه أشدية عذابه أنه عرف ما يضره وما ينفعه فعذب لتركه النافع من علمه به وعذاب من ارتكب الضار مع علمه مضرته وعذاب من بدل نعمة الله كفرًا (طص عد هب عن أبي هريرة) (١) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري والعراقي وذلك لأن فيه عمارة ابن مقسم قال الذهبي في الضعفاء: كذبه غير واحد وقال في الميزان: متروك، لكن للحديث أصل روى الحاكم (٢) من حديث [١/ ٢٩٩] ابن عباس في المستدرك: "أشد الناس عذابا من قتل نبيا أو قتله نبي والمصورون وعالم لم ينتفع بعلمه".

١٠٤٨ - "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبْتَلَى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صُلْبًا اشتد بَلَاؤُهُ وإن كان في دينه رِقَّةٌ ابْتُلِىَ على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يَتْرُكَهُ يمشي على الأرض وما عليه خَطِيئَةٌ (حم خ ت هـ) عن سعد بن أبي وقاص) " (صح).

(أشد الناس بلاء) قال القتيبي (٣): يقال في الخير أبلاه الله وأبليته إبلاء وفي


(١) أخرجه الطبراني في الصغير (٥٠٧) قال الهيثمي (١/ ١٨٥): فيه عثمان البري قال الفلاّس: صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعة ضعفه أحمد والنسائي، وابن عدي في الكامل (٥/ ١٥٨) في ترجمة عثمان البري وهو متروك وانظر الميزان (٥/ ٧٢) واللسان (٤/ ١٥٥) والمجروحين (٢/ ١٠١). والبيهقي في الشعب (١٧٧٨) وقال الألباني في ضعيف الجامع (٨٦٨) والسلسلة الضعيفة (٦١٧): ضعيف جداً.
(٢) لم أجده في المستدرك وأخرجه البيهقي في الشعب (٧٨٨٨) من طريق الحاكم، وأحمد (١/ ٤٠٧).
(٣) انظر: النهاية (١/ ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>