في نعت فضلك حار الفكر من دهشٍ ... وكلّ ظامٍ سقي من بحرك الطّامي
لا يرتقي نحوك السّاري على فلكٍ ... فكيف من رام أن يسعى بأقدام
منك استفاد بنو الآداب ما نظموا ... وعنك ما حفظوا من رقم أقلام
أنت الشّهاب الذي سامى السّماك علاً ... وفيض فضلك فينا فيض إلهام
لمّا رأيت كتاباً أنت كاتبه ... وأضرم الشّوق عندي أيّ إضرام
أنشدت قلبي هذا منتهى أربي ... أعاد عهد حياتي بعد أعوام
يا ناظريّ خذا من خدّه قبلاً ... مهو الحرير بتقبيلٍ وإكرام
ثم اسرحا في رياضٍ من حدائقه ... وقد زهي زهرها الزّاهي بأكمام
من ذا يوفّيه في ردّ الجواب له ... عذراً إليك ولو كنت ابن بسّام
فكم جنحت ولي طرفٌ يخالسه ... وأنثني خجلاً من بعد إحجام
يا ساكناً بفؤادي وهو منزله ... محلّ شخصك في سرّي وأوهامي
حقاً أراك بلا شكّ مشاهدةً ... ما حال دونك إنجادي وإتهامي
ولذّ عتبك لي يا منتهى أربي ... وفي العتاب حياةٌ بين أقوام
حوشيت من عرضٍ يشكى ومن ألمٍ ... لكنّ عبدك أضحى حلف آلام
ولو شكا سمجت منه شكايته ... إنّ الثمانين تستبطي يد الرّامي
وحيد دارٍ فريدٌ في الأنام له ... جيران عهدٍ قديم بين آكام
طالت بهم شقّة الأسفار ويحهم ... أخفوا وما نطقوا من تحت أرجام
أبلى محاسنهم مرّ الجديد بهم ... وأبعد العهد عنهم بعد أيام