للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها:

وقد كان للاجين ظلاً فقلصت ... يد الموت عدواً عنهم ذلك الظلا

وعف عن الأغراض مغض عن القذى ... صبور عليه في الورى يحمل الكلا

سأندبه دهري وأرثيه جاهداً ... وأكثر فيه من بكاي وإن قلا

ولم لا وقد صاحبته جل مدتي ... أراه أباً براً ويعتدني نجلا

ولم يرنا في طول مدتنا امرؤ ... فيحسبنا إلا الأقارب والأهلا

وكم أرشدتني في الكتابة كتبه ... ولو زل عن إرشادها خاطري ضلا

وكم مشكلات لم تبن لمحدق ... إليها جلاها فانجلت عندما أملى

فمن هذه حالي وحالته معي ... أيحسن أن أبكي على فقده أم لا

وعهدي به لا أبعد الله عهده ... وأقلامه أني جرت نشرت عدلا

وتجري بما تجري الملوك من الندى ... بها فتزيل الجدب والمحل والأزلا

لقد كان ي أنس به وهو نازح ... كأن التنائي لم يفرق لنا شملا

وقد زال ذاك الأنس واعتضت بعده ... دموعاً إذا أنشأتها أنست ألوبلا

فلا مدمعي الهامي يجف ولا الأسى ... يخف جواه إن أقل لهما مهلا

ولا حرقي تخبو وإن يطف وقدها ... بماء دموعي صار فيها غضاً جزلا

إلى الله أشكو فقد صحب رزئتهم ... وفقد ابن فضل الله قد عدل الكلا

ولم يترك الموت الذي حم منهم ... حمماً ولا خلى الردى منهم حلاً

وعمهم داعي الحمام فأسرعوا ... جميعاً وألفى قولنا منه إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>