للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة جمال الدين يوسف النابلسي الصوفي شيء من هذا المعنى.

وأنشدته يوماً الأبيات التي أوردتها في ترجمة شيخنا نجم الدين حسن بن محمد خطيب صفد، وأولها:

ولقد ذكرتكم بحرب ينثنى ... غن بأسها الهزبر الأغلب

فأنشدني هو لنفسه في هذا المعنى:

ولقد ذكرتك عندما بلغ الزبا ... عرق الجياد وفاض ماء النيل

والبحر بر بالوحول وقد طمى ... بالبر بحر فرسخ في ميل

والناس قد خاضوا فأغرق بعضهم ... ونجا القليل بضجة وعويل

وقلوبهم من روعها في غمرة ... ويطب ذكرك بينهم تعويلي

ولما رسم بعوده إلى ديوان الإنشاء بدمشق في أيام الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب دمشق، كتبت أنا إليه توقيعاً، ونسخته: رسم بالأمر العالي لا زال يزيد الأولياء زينا، ويزين الأكفاء بمن إذا حل صدراً كان عيناً، ويرتجع لكل مستحق ما كان له في ذمة الزمان ديناً، أن يستقر المجلس العالي الزيني في كذا، لأنه الكاتب الذي دبج المهارق، ورقم طورسها فكان لها نظرات الحدق ونضارة الحدائق، وخط سطورها التي إذا رملها غدت من الحسن كالريحان تحت الشقائق، وصرع بها أطيار المعاني لأن دالات السطور قسي، والنقط بنادق، وزان آفاقها بنجوم أسجاعه فلم يصل أحد إلى درجات فصاحتها لما فيها من

<<  <  ج: ص:  >  >>