ومن شعره أيضاً:
وافى الربيع فعاد الروض مبتسماً ... وطالما انتحبت فيه سحائبه
والغصن من فوقه الشحرور تحسبه ... يتلو الزبور بأعلى الدير راهبه
وشاطئ النهر قد دبت عوارضه ... وافتر مبسمه واخضر شاربه
فصفق الدوح لما أن رأى عجباً ... من أجل ذلك قد شابت ذوائبه
ومنه:
لم أنس ليلة بات البدر يخدمنا ... إلى الصباح ولم يشعر بنا الرقبا
والنهر يجري لجيناً والدجى سيج ... فمذ بدا الصبح ياقوتاً جرى ذهبا
وافى النسيم أمام القطر فانثنت ال ... أغصان ترقص من تيه ومن مرح
وأعين الروض تجري وهو مبتسم ... وقد تفيض دموع العين بالفرح
أصبحت أسجع من ورقاء فاقدة ... تنوح في الدوح طول الليل لم تنم
بعد الأحبة لا تهوى المنام بلى ... إن سامحوها وزار الطيف في الحلم
رأيت الصبا لما استعنت بلطفها ... على حمل ما لاقيته تتعلل
وقمت بحفظ العهد للنجم في الدجى ... فما باله في صحبتي يتنقل
وقلب الدجى ما زال للسر كاتماً ... وها هو عما خلته يتحول
سكرت كما تهب صباً صباحاً ... فرق لأنه بر كريم
فلا تعجب له إن مال عطفاً ... فإن الغصن يعطفه النسيم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute