فقد طال هذا البعد والزمن انقضى ... بأحلام قرب لا تتم فتصدق
وإن كان مع بعدي صحيحاً ودادكم ... أكيد ولكن التداني أوفق
سقى دوحةً كنا نلوذ بظلها ... من القرب سحاح الندى متدفق
وحيا زماناً كان فيه بوصلكم ... لسان حبوري بالمسرات ينطق
فما كان أهنا عيشنا وألذه ... وما راعنا بعد ولا شاب مفرق
ولا فرقت أيدي الحوادي شملنا ... ولا بات قلبي من لقا البين مورق
فواهاً على أوقات قرب قطعتها ... بكم وشبابي مائس الغصن مورق
ووصلكم داني الجنى في ربا المنى ... وصافي التصافي بيننا يترقرق
مضت بسلام ثم أعقبت الأسى ... فؤاداً سوى إعراضكم ليس يفرق
فما ذات طوق راعها فقد إلفها ... وأشجى حشاها بينه والتفرق
وأنطقها بالنوح في الدوح والبكا ... غريم غرام شفها والتحرق
بأشجى فؤاداً أو أشد تشوقاً ... وأحرى لعبرات بها العين تشرق
وأبرح مني أو بأذكى تلهباً ... على قرب إلف أو على الطيف يطرق
لعمري لقد كنت البعيد مزاره ... فحبك في سوداء قلبي ملصق
وإن تنكر الأيام ما لي عندها ... فأنت على دعوى ودادي مصدق
فديتك كن لي في ودادي معاضداً ... فأنت بإسعادي أحق وأخلق
ورأيك مسعود فكن لي مساعداً ... فإنك ذو الرأي السعيد الموفق
وإن أنت لم تسمع لقول شكايتي ... فعش سالماً مما يسوء ويرهق
فشكري أياديك الجميلة واجب ... أقوم به ما دمت أحيا وأرزق