وأسجع من مدحي بكل غريبة ... لأني بعقد المن منك مطوق
فدم في بقاء ينبت العز والغنى ... فأنت لنا الكنز الذي منه ننفق
يقبل الأرض التي يسأل الله تعالى أن يحمي حماها من الغير، ويجعلها كعبة تطوف بها الآمال والفكر، وأن يمنح ربها من مزيد النعم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وينهي أشواقه التي أصبح من حرها على خطر، ويذكره الذي كم له فيه من وطر، فلا يخلو منه أين كان ولا أنى نظر، وصحيح وده الذي هو بنقل الثقات معتبر، وحديث حبه المستطر، وقديم ولائه الذي هو للسان الملأ سمر.
وتلك نسبة رق قد عرفت بها ... حفظ الولا منكم حق لها يجب
يا مالكي أين إسعافي بما طمعت ... نفسي به من بعيد الدار يقترب
فقد سئمت حياتي مع بعادكم ... وقد خشيت الردى تأتي به النوب
وإن قضيت ولم يقض اللقاء لنا ... فكم مضى بحزازات الحشا وصب
فلا تعينوا على قلبي بقسوتكم ... فقد كفاه الجفا والشوق والنصب
وإن تباخل أحبابي بقربهم ... فالرسل والطيف يكفي الصب والكتب
وإن تجنوا برفع الود من خبر ... فالعبد للحب في الحالين ينتصب
فكتبت أنا الجواب إليه من رأس القلم ارتجالاً:
تحية ذي ود براه التشوق ... وأضناه بل أفناه وجد مؤرق
تروق كم راقت معاني حديقة ... إليها عيون الناظرين تحدق
وتأتي بلطف من تخص ربوعه ... كدمعة صب ودقها يترقرق
إلى مجدك السامي البنا الغامر الثنا ... تروح وتغدو دائماً تتأنق