وهبك خطيباً قد علا فوق منبر ... أما في دمشق منبر بك أليق
أدم شق لج البين في عرصاتها ... فكم من أناس أفلحوا مذ تدمشقوا
وجدد لباس العز في غير ربعها ... فطول مقام المرء في الحي مخلق
وضم بنا شمل التآلف واللقا ... بأسحم داج عوض لا نتفرق
فكل مكان ينبت العز طيب ... وفي كل أفق للسعادة مشرق
فلو وضحت لي من مرادك لمحة ... لكنت لوفد الريح والبرق أسبق
فما أنا في حفظ الوفا متاصنعاً ... ولا أنا للزور القبيح منمق
وأنت فتدري ما قضته جبلتي ... فما أدعي إلا وأنت تصدق
ولكن دهراً قد بلينا بأهله ... أباعوا به ثوب النفاق ونفقوا
أناس تنازلنا إلى أن ترفعوا ... علينا ألا يا ليتهم لو ترفقوا
فكانوا أصولاً في صحائف عزهم ... ونحن على بعض الهوامش ملحق
فثق بقضاء الله وارض بحكمه ... فلي أمل لا بد فيك يحقق
يقبل الأرض وينهي ورود المثال الكريم الذي فضح كماله القمر، وسلب بسحره الألباب وقمر، وأحيا رسم البلاغة، فساد بما شاد وعمر، وهمى غمام فضله وسقى رياض الفصاحة وهمر، وقسم نظمه ونثره فهذا للندامى غناء، وهذا للمحدثين سمر، وخالف العادة لأنه جاء بستاناً في ورقه، إلا أن جميعه زهر وثمر، وأمر ونهى في سلطان فضله، فأذعن الفصحاء له وقالوا له: السمع والطاعة فيما نهى وأمر، وأطرب