ثلاث مئة درهم، فلما حضرت بالدراهم من عند كريم الدين الى الشيخ، قال: صدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحسنة بعشرة، هذه مئتان بألفين.
وكان هذا شهاب الدين العسجدي والقاضي علم الدين سليمان بن ابراهيم المستوفي، وكانا به خصيصين، وحكيا لي عن مكارمه وعن صدقاته وبره للفقراء والصالحين أمراً عظيماً، وحكى لي عن أوائل عشرته أنها تكون في غاية اللطف والإقبال الزائد على صاحبه، ثم إذا طالت استحال، ولهذا قال فيه بعضهم:
وداد ابن الوكيل له مثال ... كلبا دين جُلّق في المسالك
فأوّله حلي ثم طيبٌ ... وآخره زجاج مع لوالك
وجميع موشحاته، وسماه طراز الدار، وهذه تسمية بديعة، قلب فيها تسمية موشحات ابن سناء الملك، لأنه سمي ديوانه دار الطراز: ومن شعره - وهي من غرر قصائده:
ليذهبوا في ملامي أيةً ذهبوا ... في الخمر لا فضةً تبقى ولا ذهب
والمال أجمل وجه فيه تصرفه ... وجهٌ جميل وراحٌ في الدجى لهب
لا تأسفن على مال تمزقه ... أيدي سقاةِ الطلا والخرَّد العرب