للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب هو إلي من غزة:

ذكرتك والجوّ في حُلةٍ ... مكللةٍ بلآلي النجوم

وبرق الدجى خافقٌ ومضهُ ... كقلبٍ مُعنىً عديم الهجومِ

وعرفُ الصَّبا كزمان الصِّبا ... رقيق الحواشي نديّ النسيم

وللبحر أفواج موج حَكَت ... تزاحُمَ خيل الكفاح العقيم

ورمل الكثيب بتمويجه ... يحاكي البُرود حسان الرقوم

وكأس المدام مدام الصفا ... كودّك لو كنتَ فيها نديمي

فهاج لذكراك عندي هوًى ... رمى نار حرّ الأسى في صميمي

وأضعف من همتي قوةً ... لفقدك تُغزى بجيش الهموم

وبات حديثك لي مُؤنساً ... يعلّلني بالرحيق القديم

فجادَك صوبُ سلام امرئٍ ... مقيم على ودّه المُستقيم

سقيم إذا شافَ ريّاكم ... رجا بالعليل شفاء السقيم

يقبّل الأرض ويُنهي ما لم يَخفَ من العلوم الكريمة من مضاعفة شوقه، ومضاعفة أسفه الذي أحاط به من تحته وفوقه، وما يجده من التألم لانقطاع مراسيم مولانا التي تفُل حدّ الغربة بغَربها، وتحجب عن الأنفس المكروبة والمحزونة كرّب كربها:

وقد غضبت حتى كأني مذنب ... أروم الرضا منها ويا ليتها ترضى

أنهي ذلك إن شاء الله تعالى.

فكتبت أنا الجواب عن ذلك:

<<  <  ج: ص:  >  >>