للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمايته على راء رونقك، فإنك، فداك الأعداء، حُر غمر بالجود، ومولى بمزيّه مزيدٌ شانه الحسود، ومازال الملوك من ورود ذلك المثال العالي يتحلى بألفاظ شهدته، ويتأنّس بمعاينة الوارد عن وحيد العصر. فما يشكو ألم وحدته، يا مخدومي، من أين للقائل سواك أن يقول:

وأنست حلاوته شهدةً ... ورقت حواشيه لابن العديم

وأن يقول:

أيا عربيّ القريض افتخر ... فكم من معانيك من ابن رومي

وإنما سبحان من جعل مفاتيح كنوز الأدب بيديك، وصرّفك فيما صرفك عن قبول ما أنعم به عليك، وسؤال المملوك من الصدقات إدامة الجبر الكريم، فإن المملوك إذا رأى كتاب سيد شاهد معانيه من مثاله، وتذكر مواصلة الخيرات الحِسان بين يديه بالنشر الفائح من طي أوصاله.

فكتبت أنا الجواب إليه عن ذلك:

وافى قريضك فاستمال أخال الهوى ... وثنى الى ذكرى صباه عيانه

هاجت بلابلُه بلابل صبوتي ... قدْماً وذكّرني العقيق وبانَه

فكأن رقم سطوره روضٌ غدت ... تثني نسيمات الحمى أغصانه

أخملت منه خمائل الشعراء وال ... كتّاب لما عاينوا عنوانه

أما السّراج فما لشعلة نظمه ... نور وسود في الطروس دخانه

وابن النقيب عصت عصاه فلم تسق ... جُند القريض وعطّلت ميدانه

<<  <  ج: ص:  >  >>