العبودية طمعاً في الجواب الثاني، وعوّذها من الشآم بعطف مولانا الذي لا يثنيه عن الخير ولا الجبر ثانِ، ولله المعرّي حيث قال:
قد أجبْنا قولَ الشّريف بقولٍ ... فأنبْنا الحصى على المُرجانِ
والله يمتّع الأنام بحياته التي هي جملة الأماني، ويديم فضائله التي لا توجد إلا في العقد ولا تؤخذ إلا من الأغاني، بمنّه وكرمه، إن شاء الله تعالى.
فكتب هو الجواب عن ذلك:
حيّت فأحيتْ عندما حسرتْ ... خِمارَها كلَّ مهجٍ سحرَتْ
يا خجلةَ الشمس عندما سفرَتْ ... وغصّةَ الغُصنِ عندما خطرت
وفتنة الظبي عند لفتتها ... وحيرة الظبي كلما نظرت
ما كنت أسلو جمالَها أبداً ... لولا التي بالجَمال قد بهرَتْ
عقيلةٌ تسلب العقول فها ... ألبابُنا من بديعها سكِرت
جاءت فجادت بكل مطربةٍ ... يُطوى لها البيدُ كلما نشرت
سماء مجدٍ سمت ببهجتها ... عن صدر أهل الزمان قد صدرت
محمرة الحُسنِ في حُلى شفقٍ ... تخضرّ في حُسنها وقد خضرَتْ
أبياتها من عقودها نُظمت ... ونثرها للكواكب انتثرتْ
لابنِ جلا ما جَلتْهُ من دُرر ... وابن هلال بديعُ ما سطرتْ
يا حبّذا للصلاح نسبتُها ... خليلُها من به العُلا افتخرت
يا روض فضْل غُصونه زهرت ... وحبر علمٍ بحاره زخرَتْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute