للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومستعرض خدمتكم وحاجتكم ليحصل له الشرف بمناجاتكم، ويتطلب منكم الدعاء بظهر الغيب، فإنه متقبل ولاسيما منكم بلا ريب.

والمملوك أجلّ خدمتكم أن يكتب إليكم لما يقدحه خاطره، ويسفره ناظره، لكون باعه قصيراً في هذا العلم وغيره، وجبركم أوجب هذا الإدلال.

فكتبت أنا الجواب إليه في ورق أحمر وهو:

سطورٌ تبدّت أم رياض نواضرُ ... تحار لها مما حوته النواظرُ

أتينا فخلناها أزاهر روضةٍ ... وما هي إلا في السماء زواهر

وما شاهدت عيني سواها رسالةً ... يغازلني منها حسانٌ سواحر

يحقق ما فيها من الحسن باطناً ... لأهل المعالي زخرفٌ وهو ظاهر

صناعة من تمسي البلاغة فوق ما ... يحاوله من نظمه وهو قادر

وما كل من عانى الترسّل ناثرٌ ... ولا كل من يعزى له النظم شاعر

أيا حافظاً قد ضاع عرْفُ حديثه ... وما ضاع بل قد أحرزته الدفاتر

تفضّلت بدأً بالتحية عالماً ... بأني عن غايات فضلك قاصر

وباعك قد أمسى مديداً على العلا ... وبحركَ في النّظم المنقّح وافر

إذا افتقر المنشي الى بعض فقرةٍ ... فعندك من حُرّ الكلام ذخائر

وما شئت إلا أن فضلك بعدما ... ترحلت يرويه عطاءٌ وجابر

<<  <  ج: ص:  >  >>