للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولُطفه كلما وافيتُ مجلسَه ... كأنما نسماتُ الروض لي فيه

يا ذاهباً ترك الأسماع من حَزَنٍ ... تودّ لو أنها صُمّت لناعيه

ومن مضى والورى تدري محاسنه ... حتى لقد شكر الله مساعيه

أقسمتُ ما خدم الأملاك مثلُك في ... سرّ تبيتُ من الأعدا تُراعيه

ولا يوفّي الأمور الباهظات إذا ... ما أظلم الرشد حقاً أنت تدريه

ربّيْت فيما مضى من دهرنا دولاً ... من غير عجزٍ ولا كبرٍ ولايته

وكم وصلت لمن قد بات ملتجئاً ... إليك رزقاً رآه لا يواتيه

يُجنى عليك ولم تُظهر مؤاخذةً ... لأجل ذلك تعلو من تناويه

وما برحتَ عظيم القدر ذا شرفٍ ... عند المليك الذي جلّت أباديه

وقد مضَيت الى الله الكريم وما ... يضيعُ مثلك ضيفاً عند باريه

قدمت في مثل شهر الصوم حضرته ... بُشراك بُشراك خيرٌ بتَّ تجنيه

فقِرَّ عيناً بمن خلّفتَ من ولدٍ ... فإن حقّك كل الناس يدريه

ولم يمت من بنوه سادةً نجُبٌ ... كلٌ على حدةٍ يحيي معاليه

لاسيما وعلاءُ الدين ثالثهم ... يفوه بالمسك من أضحى يسمّيه

كفاية ووقار في رسوخ نهىً ... فما أرى أحداً في ذا يوفّيه

أما الكتابةُ فاسأل كلَّ يانعة ... من الحدائق إن كانت تحاكيه

أو العبارةُ فاسأل كل بارقة ... من الدياجر إن كانت تجاريه

أو الترسّل فاسأل كل هاطلة ... من السحائب إن كانت تباريه

أو الخلائق فاسأل كل نافحةٍ ... من النواسم إن كانت تضاهيه

نظمٌ كأن سلاف الدنّ شعشعها ... فينا ضُحىً وأدارتها قوافيه

<<  <  ج: ص:  >  >>