للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ: وذكر أبو سعيد في "شرف المصطفى" والبيهقيُّ في "الدلائل" من طريق شهر بن حَوشب عن عبد الرحمن بن غنم: فذكره، وإسناده حسن مع كونه مرسلا" (١)

مرسل

أخرجه البيهقي في "الدلائل" (٥/ ٢٥٤ - ٢٥٥) عن الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار أنا يونس بن بكير عن عبد الحميد بن بَهْرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم أن اليهود أتوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوما فقالوا: يا أبا القاسم إنْ كنت صادقا أنك نبي فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء، فصدّق ما قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله -عز وجل- آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (٧٦)} [الإسرَاء: ٧٦] إلى قوله (تحْوِيلاً) [فَاطِر: ٤٣] فأمره الله -عز وجل- بالرجوع إلى المدينة، وقال: فيها محياك ومماتك، ومنها تبعث، ثم قال {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسرَاء: ٧٨] إلى قوله {مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسرَاء: ٧٩].

فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره جبريل -عليه السلام- فقال: سل ربك -عز وجل- فإنّ لكل نبي مسألة، وكان جبريل له ناصحا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له مطيعا، فقال "ما تأمرني أنْ أسأل" فقال: قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، فهؤلاء الآيات نزلن عليه في رجعته من تبوك.

قال ابن كثير: وفي هذا الإِسناد نظر، والأظهر أنْ هذا ليس بصحيح فإنْ النبي -صلي الله عليه وسلم - لم يغز تبوك عن قول اليهود وإنما غزاها امتثالا لقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبَة: ١٢٣] ولقوله تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)} [التوبة: ٢٩] وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه" التفسير ٣/ ٥٣

قلت: الحديث مرسل، والإسناد إلى عبد الرحمن بن غنم حسن.

١٢٥٨ - حديث أنس "إنّ أمام الدجال سنون خداعات، يُكَذب فيها الصادق، ويُصَدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، وُيؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرُّوَيبِضَة"


(١) ٩/ ١٧٤ - ١٧٥ (كتاب المغازي- باب غزوة تبوك)

<<  <  ج: ص:  >  >>