فنصرناك، وأخرجك قومك فآويناك" قالوا: نحن لا نقول ذلك يا رسول الله أنت تقوله، قال "يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون أنتم برسول الله؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "يا معشر الأنصار ألا ترضون أنّ الناس لو سلكوا واديًا وسلكتم واديًا لسلكت وادي الأنصار؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار كرشي وأهل بيتي وعيبتي التي آوي إليها فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم"
قال أبو سعيد: قلت لمعاوية: أما إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أننا سنرى بعده أثرة، قال معاوية: فما أمركم؟ قلت: أمرنا أنْ نصبر، قال: فاصبروا إذًا".
أخرجه أحمد (٣/ ٨٩) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي به.
وأخرجه أبو يعلى (١٣٥٨) عن زهير بن حرب ثنا يحيى بن أبي بكير به.
وأخرجه البزار (كشف ٦٦) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد ثنا فضيل بن مرزوق به.
وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.
وحديث عروة أخرجه البيهقي في "الدلائل"(٥/ ١٧٩ - ١٨١) من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وحديث ابن عباس له عنه طرق:
الأول: يرويه يزيد بن أبي زياد عن مِقْسم عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، فكأنهم فخروا، فقال ابن عباس أو العباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم في مجالسهم فقال "يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال:"ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ " قالوا، بلى يا رسول الله، قال "أفلا تجيبوني؟ " قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال "ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك، أَوَلَم يكذبوك فصدقناك، أو لم يخذلوك فنصرناك؟ " فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله، فنزلت {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
أخرجه الطبري في "تفسيره"(٢٥/ ٢٥) عن أبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام ثنا يزيد بن أبي زياد به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير ٤/ ١١٢) والطبراني في "الأوسط"(٣٨٧٦) من طريق عبد المؤمن بن علي الزعفراني الكوفي ثنا عبد السلام بن حرب به.