اعتضد، وحيث ذكر طرفا من المتن لم يجزم به لأنّ لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب، ويحتاج إلى تأويل فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضدت. ومن هنا يظهر شفوف علمه ودقة نظره، وحسن تصرفه، رحمه الله تعالى" فتح الباري ١/ ١٨٤
الثاني: يرويه الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي-صلى الله عليه وسلم- حديثا في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا، فشددت عليه رحلا، فسرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث، فقرعت الباب، فخرج إليّ مملوك له، فنظر في وجهي، ولم يكلمني، فقال: أعرابي بالباب، فقال: سله من أنت؟ فقلت: جابر بن عبد الله الأنصاري، فخرج إليّ مولاه، فلما تراءينا اعتنق أحدنا صاحبه، فقال: يا جابر ما جاءك؟ فقلت: حديث بلغني عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في القصاص، ولا أظنّ أحدا ممن مضى، وممن بقي أفهم له منك، قال: نعم يا جابر. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنّ الله يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة بُهما، ينادي بصوت رفيع غير فظيع يُسْمِع من بَعُدَ كمن قَرُب، فيقول: أنا الديان. لا تظالم، اليوم، وعزتي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم، ولو لطمة كفّ بكفّ أو يد على يد. ألا وإنّ أشدّ ما أتخوف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط، فلترقب أمتي العذاب، إذا تكافأ النساء بالنساء والرجال بالرجال"
قال: والرجل الذي حدّثه عبد الله بن أنيس.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (١٥٦) عن الحسن بن جرير الصوري ثنا عثمان بن سعيد الصيداوي ثنا سليمان بن صالح ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحجاج بن دينار به.
وأخرجه تمام في "فوائده" (٩٢٨) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامل الأذرعي ثنا أبو علي الحسن بن جرير الصوري به.
ووقع عنده "السليم بن صالح" (١)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" (٥/ ٣٥٦ - ٣٥٧)
وقال في "فتح الباري" (١/ ١٨٤): إسناده صالح"
قلت: سليم بن صالح قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.