وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدبنة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم؟ ".
قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال، قال: صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلًا خاشعا.
أخرجه الدارمي (٢٩٤) عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية به.
وأخرجه الترمذي (٢٦٥٣) عن الدارمي به.
وأخرجه الطحاوي (٣٠٤) والطبراني في "مسند الشاميين" (٢٠٢٢) والحاكم (١/ ٩٩) وأبو نعيم في "الصحابة" (٣٠٣٩) وفي "الإمامة" (٦٥) والبيهقي في "المدخل" (٨٥٤) من طرق عن عبد الله بن صالح به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث، ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيي بن سعيد القطان، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-".
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، ولعل متوهما أنّ جبير بن نفير رواه مرة عن عوف بن مالك ومرة عن أبي الدرداء فيصير به الحديث معلولا، وليس كذلك فإنّ رواة الإسنادين جميعًا ثقات، وجبير بن نفير الحضرمي من أكابر تابعي الشام، فإذا صح الحديث عنه بالإسنادين جميعًا فقد ظهر أنه سمعه من الصحابيين جميعًا".
قلت: الإسناد الأول عندي أصح لأنّ عبد الله بن صالح مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وابن المديني والنسائي وأبو أحمد الحاكم وابن حبان.
• ورواه صفوان بن عمرو الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه مرسلًا.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (٢/ ٧٦) قال: قال علقمة عن صفوان به.
قال ابن كثير: هكذا أورده ابن أبي حاتم معلقا من أول إسناده، مرسلًا في آخره".
• وقيل: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك كما تقدم في كلام الترمذي.