في "التمهيد"(١٨/ ١٢٩ - ١٣٠) من طريق عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس الخَوْلاني عن معاذ مرفوعاً: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلًا، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرًا، فيقول الممسوخ العقل، يا رب لو آتيتني عقلًا ما كان من آتيته عقلًا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من آتاه عهد بأسعد مني، ويقول الهالك صغيرًا: يا رب لو آتيتني عمرًا ما كان من آتيته عمرًا بأسعد بعمره مني، فيقول الرب سبحانه: فإني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك با رب! فيقول: اذهبوا فادخلوا النار، قال: ولو دخلوها ما ضرتهم، قال؛ فتخرج عليهم قَوَانِصُ يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعًا فيقولون: خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوانص ظننا أنها أهلكت ما خلقت من شيء، فيأمرهم الثانية فيقولون مثل قولهم، ثم الثالثة فيقول الرب سبحانه: قبل أن أخلقكم علمت ما أنتم عليه وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون، ضميهم، فتأخذهم النار".
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس بن ميسرة إلا عمرو بن واقد، ولا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد"
وقال أبو نعيم: لا يعرف هذا الحديث مسنداً متصلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي إدريس عن معاذ إلا من حديث يونس بن ميسرة، تفرد به عنه عمرو بن واقد"
قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أسد بن موسى في "الزهد"(٩٧) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً: "أربعة كلهم يُدْلي بحجة وعذر يوم القيامة: الشيخ الذي أدرك الإِسلام هَرِما، والأصم الأبكم، والمعتوه، ورجل مات في الفترة. فيقول الله عز وجل: إني مرسل إليكم رسولاً، فأطيعوه، فيأتيهم الرسول فيؤجج لهم نارًا ليقتحموها، فمن اقتحمها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يقتحمها حقت عليه كلمة العذاب"
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(٤١٣) عن الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة به.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحسن البصري عن أبي رافع عن أبي هريرة به.
أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(٤٢) وأحمد (٤/ ٢٤) والبزار (كشف ٢١٧٥) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(٢/ ٥٥٥) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص ٢٠٣) وفي "القضاء