يرويه حنش بن الحارث بن لقيط النخعي عن أبيه عن علي، واختلف عن حنش:
- فقال عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزاز: عن حنش عن أبيه عن علي مرفوعاً "إنَّ ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم فأووا إلى جبل فسقط عليهم فقالوا: يا هؤلاء يعني بعضهم لبعض تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله أن يفرج عنكم، فقال أحدهم: اللهم إنه كانت له امرأة صديقة أطيل الاختلاف إليها حتى أدركت حاجتي منها فقالت: اذكرك الله أن تركب مني ما حرم الله عليك، فقلت: أنا أحق أن أخاف، فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا. قال: فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج. وقال الثاني: اللهم إنه كان أجراء يعملون عملاً أحسبه قال: فأخذ كل واحد منهم أجره وترك واحد أجره وزعم أنّ أجره أكثر من أجور أصحابه، فعزلت أجره من مالي حتى كان خيراً وماشية فأتاني بعدما افتقر وكبر فقال: أذكرك الله في أجرتي فإني أحوج ما كنت إليه، فانطلقت فوق ببت فأريته ما أنمى الله من أجره في المال والماشية في الغائط -يعني في الصحاري- فقلت: هذا لك، فقال: لِمَ تسخر بي؟ أصلحك الله، كنت أريد على أقل من هذا فتأبى علي، فدفعت إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك، فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا. فانصدع الجبل عنهم ولم يستطيعوا أن يخرجوا.
وقال الثالث: يا رب إنه كان لي أبوان كبيران فقيران ليس لهما خادم ولا راعٍ ولا والٍ غيري أرعى لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل وإن الكلاء تباعد فتباعدت بالماشية فأتيتهما يعني ليلة بعدما ذهب من الليل وناما فحلبت يعني في الإناء ثم جلست عند رؤوسهما بالإناء كراهية أن أوقظهما حتى يستيقظا من قبل أنفسهما اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من مخافتك وابتغاء مرضاتك ففرج عنا. فانصدع الجبل وخرجوا"
أخرجه البخاري في "الكبير"(١/ ٢/ ٢٨٠) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة"(١٢) والبزار (٩٠٦) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص ٧٣ - ٧٤) وابن الأعرابي (٣٢٠) وتابعه أشعث بن شعبة المِصِّيصي ثنا حنش به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(٢١٨٤) والطبراني في "الدعاء"(١٨٧) وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب"(٤٣) والخليلي في "الإرشاد"(٢/ ٥٥٢)
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا بهذا الإسناد، وقد رواه غير واحد عن حنش عن أبيه عن علي موقوفاً، وأسنده عبد الصمد بن النعمان وأشعث بن شعبة عن حنش عن أبيه عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-"