للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القدر ما أقول؟ قال قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني» (١). فالله يحبُّ لعباده أن يعفو بعضهم عن بعض، وأن يغفر بعضهم لبعض ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢)﴾، وهذه الآية نزلت في أبي بكر عندما حلف ألا ينفق على مسطح ابن بنت خالته، فلما أنزل الله هذه الآية قال: «بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي»، فَرَدَّ على مسطح نفقته (٢).

ومن الصفات التي ورد بعض الأدلة والشواهد عليها العزة، فمن صفاته تعالى العزة، والعزة تفسر: بالقوة، والغلبة، ومن أسمائه العزيز، فله العزة جميعا بكل معانيها، وهو الذي منه العزة، فيعز من يشاء، ويذل من يشاء، وقد جعل العزة الحقة للرسول ، وللمؤمنين، ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: ٨].

وكلما كان حظُّ الإنسان من الإيمان أكبر كان حظه من العزة، والنَصْر، والنجاة أوفر، فاسمه العزيز يدل على صفة العزة، فليس اسمًا محضًا مجردًا خاليًا عن المعنى.


(١) رواه أحمد ٦/ ١٧١، والترمذي (٣٥١٣) وصححه، وابن ماجه (٣٨٥٠)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (٨٧٢ - ٨٧٨)، والحاكم ١/ ٥٣٠، من حديث عبد الله بن بريدة عن عائشة ، وقال الدارقطني والبيهقي: لم يسمع من عائشة. سنن الدارقطني ٤/ ٣٣٦، والسنن الكبرى ٧/ ١١٨. وصححه النووي في «الأذكار» ص ٢٧٧، وابن القيم في «إعلام الموقعين» ٤/ ٢٩٨. وانظر: العلل للدارقطني ١٥/ ٨٨.
(٢) رواه البخاري (٤١٤١)، ومسلم (٢٧٧٠)، من حديث عائشة .

<<  <   >  >>