للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن أول من يستفتح باب الجنة نبينا محمد ﷺ يستفتح فيفتح له، فيدخل فيكون أول من يدخل الجنة مطلقًا (١)، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته (٢)، فهو أفضل النبيين والمرسلين (٣)، وأمته خير الأمم (٤)، كل هذا مما صحت به الأحاديث عن النبي ﷺ، وهذه أيضًا من خصائصه ﷺ، وفضائله التي يظهر الله بها فضله على رؤوس الأشهاد ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)[الشرح]، ويَدخل بعده وأمته مَنْ شاء ﷾.

ثم يقول الشيخ: إن للرسول ﷺ ثلاث شفاعات:

الشفاعة الأولى: وهي الشفاعة في أهل الموقف، أن يُقضى بينهم، وتسمى: الشفاعة الكبرى، وهي: المقام المحمود الذي امتن الله به عليه في قوله: ﴿﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)[الإسراء]، وفي الحديث عن النبي ﷺ: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة» (٥).

وهذه الشفاعة خاصة به، وهي الشفاعة التي يتدافعها الأنبياء أولو العزم، كما ثبت عن النبي ﷺ في حديث الشفاعة الطويل المتواتر،


(١) رواه مسلم (١٩٧)، من حديث أنس ﵁.
(٢) رواه مسلم (٨٥٥)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(٣) البخاري (٤٧١٢)، ومسلم (١٩٤)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠].
(٥) رواه البخاري (٦١٤)، من حديث جابر بن عبد الله ﵄.

<<  <   >  >>