للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا علم هذا فما يُقَدّر أن يقع منهم من ذنوب فإن لهم من أسباب المغفرة ما ليس عند غيرهم، فإنه يغفر لهم إما بالتوبة، وهم أحرى بها، وإما بالحسنات الماحية، أو المصائب المكفرة.

هذه مكفرات الذنوب لهم ولغيرهم، ولكنهم هم أولى بها، ونصيبهم منها أعظم وأكبر، أو يغفر لهم بشفاعة النبي الذين هم أحق بشفاعته.

مع أن ما يقدر أن يصدر عنهم إن صدر نزر قليل في جانب فضائلهم، وحسناتهم، فإن لهم سوابق، وفضائل لا يلحقهم فيها غيرهم، وقد قال : «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (١).

كيف وهم الذين قال فيهم الرسول : «خير الناس قرني ثم الذي يلونهم» (٢). وقرنه هم الصحابة .

فالمقصود أن الواجب هو الكف عن مساوئ الصحابة، والتماس العذر لهم، وتذكر ما لهم من الفضائل والسوابق، وما لديهم من أسباب المغفرة، وما يكون منهم من ذنوب فإن ذلك مغمور في جانب حسناتهم وفضائلهم (٣).

وختامًا يقول الشيخ: «إن من نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة … عَلِم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم».


(١) تقدم تخريجه في [ص ٢٥٠].
(٢) تقدم تخريجه في [ص ٢٦٢].
(٣) ينظر كتيب: «المنهج في التعامل مع روايات ما شجر بين الصحابة» د. محمد أبا الخيل.

<<  <   >  >>