للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن النصوص القرآنية المشتملة على أسماء الرب، وصفاته التي فيها النفي والإثبات - ممَّا يدخل في الجملة المتقدِّمة «ما وصف الله به نفسه» - هذه الآيات التي منها:

قوله تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: ٥٨].

﴿وَتَوَكَّلْ﴾: اعتمد، وفوِّض أمرك إلى الحي الذي لا يموت، فمن توكَّل عليه فهو حسبه ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: ٣]، ﴿وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِين (٢٣)[المائدة].

والشاهد: الحي، فالحي: اسم من أسمائه، والحياة صفة من صفاته.

وقوله: ﴿لَا يَمُوتُ﴾ نفي مؤكِّد لكمال حياته، فحياته سبحانه حياة لا يطرأ عليها الموت.

وقوله تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم (٣)[الحديد] هذه الآية فيها إثبات أربعة أسماء من أسمائه الحسنى. الأول، والآخر، والظاهر، والباطن.

وأحسن ما قيل في تفسير هذه الأسماء ما جاء في دعاء النبي الذي كان يقوله إذا أوى إلى فراشه: «اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة، والإنجيل، والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك

<<  <   >  >>