للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا كله دعاء له ﷺ بأن يصلي الله عليه، وأن يسلم عليه ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)[الأحزاب]، وصلاتنا، وسلامنا عليه بأن نسأل الله أن يصلِّي، ويسلِّم عليه، ومن صفة السلام ما جاء في التشهُّد: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» (١).

هذه الخطبة اشتملت على حمد الله، فله الحمد كلُّه، وله المدح، والثناء كلُّه؛ لأنه الموصوف بجميع المحامد، الموصوف بكلِّ كمال، فلا يستحق الحمد كله، والثناء كله إلا المستحق لكل كمال، الموصوف بجميع نعوت الجلال، وليس ذلك إلا الله وحده، فهو الذي له الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله ﷾.

يقول الشيخ ﵀: «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم»: يعني: وسلَّم الله عليه.

«تسليمًا»: هذا مصدر مؤكِّد. «مزيدًا»: موصولًا بالزيادة مستمرًا دائمًا.

«أما بعد»: هذه جملة يُؤتَى بها للانتقال من المقدمة إلى المقصود، كان من هديه ﷺ أنه يقول في خطبه: أما بعد (٢)، ومعناها عند أهل اللغة (٣): مهما يذكر من شيء بعد فهو: كذا وكذا.


(١) تقدم تخريجه [ص ٢٨]، حاشية رقم ١.
(٢) انظر: صحيح البخاري، باب: مَنْ قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، الأحاديث (٩٢٢ - ٩٢٧).
(٣) لسان العرب ١٤/ ٤٨، والجنى الداني ص ٥٢٢، وأوضح المسالك ٤/ ٢١١.

<<  <   >  >>