للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرها من أنواع الأدلة (١). وأنكر المعطِّلة علو الذات (٢). وعلو القدر وإنْ أثبتوه لفظًا فما أثبتوه في الحقيقة؛ لأن من نفى صفات الرب تعالى، ونفى أسماءه فما أثبت لله علو القدر ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾.

فالعلو الذي فيه نزاع بين أهل السنة، وطوائف المبتدعة، هو علو الذات، فأهل السُّنة يؤمنون بما دلَّت عليه هذه النصوص من أنه في العلو، فوق جميع المخلوقات، فهو سبحانه عال بذاته فوق جميع المخلوقات، فهو العلي الأعلى ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (١)﴾.

وأما أهل البدع - نعوذ بالله من الضلال، وزيغ القلوب - فيقولون: إنه ليس في السماء، ليس في العلو، بل هو في كل مكان، حال في المخلوقات، وهؤلاء هم الحُلوليَّة الذين ردَّ عليهم الإمام أحمد، وقال: «إن قولكم يستلزم أن يكون الله في أجسامكم، وأجوافكم، وأجواف الخنازير، والحشوشِ» (٣).

وكفى بهذا تنقُّصًا لرب العالمين، فالله أعلى وأجلُّ من أن تحيط به مخلوقاته، وأن يحويه شيء من مخلوقاته، بل هو العلي العظيم، العلي فوق كل شيء، العظيم الذي لا أعظم منه، فلو كان حالًّا في كل مكان لما كان هو العلي، ولما كان هو العظيم مطلقًا.


(١) انظرها مع كلام الأئمة في: «كتاب العلو» للذهبي، و «اجتماع الجيوش الإسلامية» ٩٥ - آخر الكتاب، وانظر الحاشية السابقة.
(٢) انظر: مختصر الصواعق ٣/ ١٠٦٠.
(٣) الرد على الجهمية والزنادقة ص ١٤٤.

<<  <   >  >>