للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السموات والأرض، وهو الذي يمسك السموات والأرضَ أن تزولا وَيمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره] (١).

هذا فصل خصَّصه الشيخ لتقرير صفتين من صفات الله، تقدم ذكرهما وذِكر أدلتهما من الكتاب والسنة (٢)، وهما: علوه تعالى على خلقه واستواؤه على عرشه، ومعيته لعباده، ولكنه خصص لهاتين الصفتين فصلًا خاصًّا؛ لوجود الاضطراب في هذا المقام، وكثرة الاشتباه في هذا الأمر.

ذكر الشيخ: أن من الإيمان بالله: الإيمان بما أخبر به في كتابه، وتواتر عن رسوله ، وأجمع عليه سلف الأمة: من أنه سبحانه فوق سمواته على عرشه، عليٌّ على خلقه، وهو سبحانه معهم أينما كانوا كما في آية الحديد، فإن الله تعالى قد جمع فيها بين الأمرين: بين ذكر العلو والمعية ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير (٤)[الحديد].


(١) زيادة من (م).
(٢) العلو والمعية ص ١٢٦، والاستواء ص ١١٩.

<<  <   >  >>