للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين يأتي الناس لآدم، ويطلبون منه أن يشفع لهم عند الله، ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى إلى أن ينتهي الناس إلى النبي ، فيقول: «أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدًا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع .. » (١).

هذه الشفاعة الكبرى التي يتراجع عنها الأنبياء، ويتقدم لها نبينا محمد لعظيم منزلته عند ربه.

والشفاعة الثانية: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، ويجري نحو ما جرى من تدافع وتراجع الأنبياء عن الشفاعة في ذلك، فيشفع - أيضًا - لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة (٢)، وفي كل ذلك إظهار لشرفه ، وإعلاء لقدره، وإظهار لكرمه على ربه.

وهاتان الشفاعتان - شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم، وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة - خاصتان به لا يشركه فيهما أحد من الأنبياء، ولا غيرهم.

والثالثة: الشفاعة في أهل الكبائر فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها، وهذه الشفاعة له، ولغيره من الأنبياء، والصديقين، والشهداء، والصالحين، والملائكة.


(١) رواه البخاري (٧٥١٠) ومسلم (١٩٣)، من حديث أنس . وانظر: قطف الأزهار المتناثرة ص ٣٠٣ رقم (١١٢).
(٢) رواه مسلم (١٩٥)، من حديث أبي هريرة .

<<  <   >  >>