«الحمد لله الَّذِي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدِّين كله وكفى بالله شهيدًا»: هذا الثناء مقتبس من القرآن كما في سورة الفتح: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)﴾ [الفتح].
والهدى هو: العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح، وهذا جماع رسالة محمد ﷺ.
﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)﴾: كفى به مطَّلعًا على عباده، وأحوالهم الظاهرة والباطنة.
وفي هذا إشارة إلى دليل من أدلَّة صدق الرسول ﷺ؛ فإن الإيمان باطِّلاعه تعالى على أحوال الخلق يستلزم الإيمان بصدق محمد ﷺ كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد (٥٣)﴾ [فصلت].
فكفى دليلًا على صدق الرسول ﷺ، وصدق ما جاء به من القرآن والحكمة، أنه تعالى على كل شيء شهيد: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)﴾ [الفتح].
«وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا»:
هذه كلمة التوحيد المركَّبة من نفي وإثبات، من نفي إلهيَّة ما سوى الله، وإثبات الإلهيَّة له تعالى وحده.