للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعه موسى كلام مخلوق، خلقه الله في الشجرة، لا أنه كلام قائم به Object، ولا أن موسى سمع كلامَ الله من الله، وهذا مع أنه تحريف للكلم عن مواضعه، فإنه غاية في التنقُّص لرب العالمين، فإن الكلام كمال، فالذي يتكلَّم أكمل من الذي لا يتكلَّم، والله Object عندما وبَّخ بني إسرائيل على عبادتهم العجل، ذكر أن العجل لا يتكلَّم، فكيف يعبدونه ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِين (١٤٨)[الأعراف]، وفي الآية الأخرى ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِي (٨٨) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (٨٩)[طه]، فجعل من الدليل على بطلان إلهيَّة العجل أنه لا يرجع إليهم قولًا، ولا يرد عليهم جوابًا، ولا يتكلَّم.

وقد دلَّ على إثبات صفة الكلام هذه الآيات، وغيرها.

والتوراة أنزلت على موسى Object، والإنجيل على عيسى Object، والزبور على داود Object، والقرآن الكتاب المصدق لما بين يديه من الكتب على محمد Object؛ كلها كلام الله، منزَّلة من عند الله.

قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾، وقال تعالى: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ﴾ فهو كلام الله، وإضافة القرآن إلى الله من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ كعلمه، وسمعه، وبصره، وحياته، ووجهه، ويديه.

<<  <   >  >>