للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخلافًا للكرامية الذين يقولون: الإيمان هو التصديق باللسان، فمن صدَّق بلسانه؛ فهو مؤمن يعني: في الدنيا، وإن كان مخلدًا في النار يوم القيامة.

لكنه في الحقيقة ليس بمؤمن، من صدَّق بلسانه، وأظهر الإيمان بلسانه فقط؛ فليس بمؤمن في الحقيقة، بل هو منافق هذا هو اسمه الشرعي قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨)[البقرة].

وخلافًا لمرجئة الفقهاء كالإمام أبي حنيفة، ومن تبعه الذين يقولون: الإيمان تصديق القلب، وإقرار اللسان.

وأئمة أهل السنة ينكرون كل هذه الأقوال ويقولون: إن الإيمان قول وعمل؛ للأدلة الكثيرة التي دلت على هذا، فالرسول فسَّر الإيمان في حديث جبريل: «أن تؤمن بالله ملائكته وكتبه» الحديثَ (١). بأصوله الستة، وهي اعتقادية.

وفسَّر النبي الإيمان في حديث وفد عبد القيس بأمور عملية قال لهم: «أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا الله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس» (٢). ففسَّره بأمور عملية بنحو تفسيره للإسلام، وأبلغ من هذا قوله : «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها


(١) تقدم تخريجه في [ص ٣١].
(٢) رواه البخاري (٥٣) - واللفظ له -، ومسلم (١٧)، من حديث ابن عباس .

<<  <   >  >>