للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وختم الشيخ هذا الفصل بقوله: «فالقرآن هو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف»:

والجهمية والمعتزلة نفاة الكلام مطلقًا يقولون: القرآن ليس كلام الله حروفه ومعانيه، بل الكل مخلوق، وأما الأشاعرة فيقولون: المعنى كلام الله، أما الحروف فهي مُعبَّرٌ بها عن تلك المعاني، والحق أن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾ هذه الآية تكلم الله بها كيف شاء، وتلقاها عنه الرسول الكريم جبريل ﵇، وبلغها للرسول الكريم من البشر محمد ﷺ.

وهكذا، فالقرآن كله من الله حقيقة حروفه ومعانيه، وهكذا سائر الكتب المنزلة هي كلامه ﷾ يعني -: قبل التحريف، فقد أنزل الله على موسى التوراة، وأنزل الإنجيل على عيسى، وقَرَن الله في كتابه بين الكتب الثلاثة بقوله تعالى: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ﴾ [آل عمران]، أي: هذا الكتاب.

هذا ما يتعلق بهذا الفصل، وهو فصل ضمَّنه الشيخ ﵀ تقريرًا وافيًا للمذهب الحق - مذهب أهل السنة والجماعة - في القرآن، وهو منافٍ للمذاهب الباطلة.

* * * *

<<  <   >  >>