للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«ومن غير تكييف»: من غير بحث عن كيفيَّة صفات الرب، ولا تعرُّض لتحديد كُنْهِ صفاته، فأهل السُّنَّة والجماعة يصفون الله بما وصف به نفسه، وما وصفه به رسوله، من غير تحريف لنصوص الكتاب والسُّنَّة، ولا تعطيل للنصوص عما دلَّت عليه، ولا تعطيل للرب عمَّا يجب إثباته له، ولا تكييف لصفاته، ولا تمثيل لصفاته بصفات خلقه.

إذًا؛ اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة في باب الأسماء والصفات قائم على الإثبات والنفي، إثباتًا بلا تشبيه، وتنزيهًا - له تعالى عن كل نقص وعيب - بلا تعطيل، خلافًا لأهل الضلال، الذين غلوا في الإثبات حتى شبَّهوا صفاته بصفات خلقه، فيقول قائلهم: له سمع كسمعي، وبصر كبصري، ويد كيَدي، وخلافًا لمن غلا في التنزيه، حتى سلب الله صفات كماله، زعمًا منه أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه.

فلهذا كان مذهب أهل السنة والجماعة بريئًا من التشبيه، وبريئًا من التعطيل، فلا ينفون ما وصف الله به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته.

فإن الله ذمَّ الملحدين في أسمائه كما قال تعالى: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون (١٨٠)[الأعراف]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا﴾ [فصلت: ٤٠].

والإلحاد في أسماء الله يكون بنفيها، أو بنفي معانيها، أو بتسمية الله بغير ما سمَّى به نفسه، أو بتسمية بعض المخلوقين بما هو من خصائصه .

<<  <   >  >>