للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقصود أن الشيخ يقول: إن الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - وسط في فِرق الأمة، كما أن الأمة وسط في الأمم، ثم يفصل ذلك في مسائل يقول:

فهم وسط في باب صفات الله بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة، أهل التعطيل ينفون صفات الرب، ويعطلون الرب عن صفات كماله، ويعطلون النصوص عما دلت عليه من الحق، وشرهم الجهمية إذ ينفون الأسماء والصفات، ويدخل فيهم المعتزلة، فإن لفظ الجهمية إذا أطلق يتناول المعتزلة.

ويقابلهم أهل التمثيل، الذين يمثلون صفات الرب بصفات الخلق، يقول أحدهم: له يد كيدي - تعالى الله -، وسمع كسمعي، وبصر كبصري، وهكذا، فهؤلاء أهل التمثيل.

وكل من المذهبين ضلال وكفر، كما قال الإمام نعيم بن حماد (١) : من شبَّه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه (٢).


(١) نعيم بن حماد الخزاعي، الإمام العلامة صاحب التصانيف، كان صلبًا في السنة، شديدًا على الجهمية، روى عن ابن المبارك والفضيل وابن عيينة، وغيرهم، وروى عنه يحيى بن معين، والبخاري وأبو داود وغيرهم. قال الخطيب: إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم. توفي عام ٢٢٩ هـ. سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٩٥.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٣/ ٥٨٧، وتاريخ دمشق لابن عساكر ٦٢/ ١٦٣.

<<  <   >  >>