للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اتباع أهل السنة لآثار الرسول -والصحابة وإجماع الأمة]

ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله باطنًا وظاهرًا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله حيث قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» (١) (٢).

ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد على هدي كل أحد؛ وبهذا سُموا أهل الكتاب والسنة، وسُموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفُرْقَة، وإن كان [٣٤/ ٢] لفظ الجماعة قد صار اسمًا لنفس القوم المجتمعين.

و [الإجماع] (٣) هو الأصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين، وهم يَزِنُونَ بهذه الأصول الثلاثة جميعَ ما عليه الناس من أقوال [وأعمال] (٤)


(١) في (ب) و (م): «فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».
(٢) رواه أحمد ٤/ ١٢٦، وأبو داود (٤٦٠٧)، وصححه الترمذي (٢٦٧٦)، وابن حبان (٥)، والحاكم ١/ ٩٥ - ٩٧، من حديث العرباض بن سارية .
(٣) من (م)، وفي (ظ) و (ب): الاجتماع.
(٤) لا توجد في (ب).

<<  <   >  >>